يعتبر
البعض أن التعليم المبرمج طريقة تكنولوجية حديثة، في حين يرى آخرون أن
جذوره تمتد إلى عهد الفلاسفة اليونان القدماء. فقد أشار “أفلاطون إلى
ضرورة اعتماد مبدأ الإجابة الفاعلة و الخطوات الصغيرة، و المعرفة الفورية
للنتائج، و في بداية العشرينيات تقريباً في العام 1925م قام عالم النفس
الأمريكي ((سيدني برسي Sidney Pressey)) باختراع أول آلة تعليمية وهي آلة
صغيرة لتصحيح الاختبارات ذاتياً و تحتوي على إجابات متعددة و تمكن المتعلم
من خلالها أن يكتشف أخطاءه و يعمل على تصحيحها و تقويمها أما في
الخمسينيات فقد ظهرت فلسفة التعليم المبرمج بصورته الحقيقية التي نراها
الآن، نتيجة لتجارب وأبحاث عالم النفس الأمريكي “سكنر B. F. Skinner ”
التي أجراها على الحمام و الفئران، و ربط بين نتائج هذا و تعلم الإنسان،
حيث أجرى تجاربه على ابنته ومدى تحصيلها لمادة الرياضيات و التي خلص منها
بأسس التعليم المبرمج و مبادئه ..
تعريف التعليم المبرمج:
يعّرف بأنه : هو الطريقة التي يمكن بموجبها أن نقوم بالتحكم في الخبرات
التعليمية التي يحصل عليها المتعلم بكل عناية و تحديدها و ترتيب تتابعها
بحيث تجعل الفرد يتعلم بنفسه و يكتشف أخطاءه و يصححها حتى يصل إلى الأداء
المناسب. و لذلك فإن النشاط الإيجابي الذي يقوم به المتعلم يؤدي إلى اكتساب
الخبرة أي التعلم و تعديل السلوك.
و هناك العديد من التعريفات للتعليم المبرمج، ومعظمها تتفق في أن :
التعليم المبرمج طريقة من طرق التعليم الفردي ـ تصاغ
المادة التعليمية في خطوات صغيرة و متسلسلة ـ جميع الخطوات مرتبطة ببعضها و
يتبع كل خطوة تعزيز لإجابة المتعلم ـ يتعلم كل متعلم بمفرده ذاتياً ـ
يرتكز النشاط في التعلم حول المتعلم الذي يتحمل كل المسئولية ـ يمكن عرض
البرنامج في صورة مختلفة
صفات التعليم المبرمج:
يقسم البرنامج إلى وحدات صغيرة تدعى إطارات و لكل منها صفات عامة هي :
- إطارات تقدم معلومات جديدة للمتعلم : و تدعى الإطارات التعليمية (Teaching Frames) و تضم بالإضافة إلى المعلومات الجديدة أسئلة عليها و الإجابة الصحيحة على تلك الأسئلة.
- إطارات تقدم أسئلة (Frames Test) : هذه الأسئلة من أجل إظهار مدى فهم المتعلم للمعلومات التي أعطيت في نفس الإطار أو إطار سابق.
- إطارات تقدم الإجابة الصحيحة (give the correct answer Frames) : هدف هذا الإطار هو لجعل المتعلم يتأكد من الإجابة الصحيحة.
عند استخدام برنامج التعليم المبرمج يقوم المتعلم بأربعة أعمال تباعاً هي :
- قراءة المعلومات الجديدة المعطاة في الإطار.
- إجابة الأسئلة في الإطار.
- التأكد من الإجابة بمقارنتها مع الإجابة الصحيحة المعطاة.
- الذهاب إلى الإطار التالي و إعادة تلك الخطوات، و هذه الخطوة تتم فقط في البرنامج الخطي (Linear).
مبادئ التعليم المبرمج:
المبادئ
التي يقوم عليها التعليم المبرمج ليست جديدة وهي : مبدأ عملية بناء
المادة : يجب أن تحلل المادة التعليمية على مكوناتها الأولية، مبدأ التكيف،
مبدأ الإثارة، مبدأ التقويم المستمر في جميع المراحل.
الخصائص الرئيسية للتعليم المبرمج :
تتمثل
الخصائص الرئيسية للتعليم المبرمج في : يعمل كل تلميذ في التعليم المبرمج
بمفرده ـ تعلم كل تلميذ في التعليم المبرمج حسب سرعته الخاصة؛ لذا فهو
يواجه الفروق الفردية بين التلاميذ ـ تقسم المادة التعليمية في التعليم
المبرمج إلى إطارات وينتهي كل إطار بسؤال يطلب من المتعلم الإجابة عليه ـ
يسمح التعليم المبرمج للتلميذ بمعرفة الإجابة الصحيحة بمجرد الانتهاء من
إجابته على السؤال، فيعزز ذلك عملية التعلم ـ يوجه البرنامج التلميذ عندما
يخطئ في الإجابة عن أحد الأسئلة على ما يجب عليه عمله قبل انتقاله إلى
الإطار التالي.
مميزات التعليم المبرمج :
تتمثل
مميزات التعليم المبرمج فيما يلي : يساعد على تلبية احتياجات التلاميذ ـ
يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ؛ حيث يسير كل تلميذ في التعلم وفقا
لسرعته ـ يتوافق التعليم المبرمج مع كثير من نظريات التعلم ونماذجه ـ
المتعلم إيجابي نشط باستمرار ـ يسهم في مواجهة الأعداد المتزايدة للتلاميذ ـ
يكون لدى المتعلم القدرة على تحمل مسئولية اتخاذ قراراته التي تتصل بأسلوب
تعلمه ـ غير مقيد بالزمان أو المكان كما في التعليم التقليدي.
عيوب التعليم المبرمج :
اعتماد
المواد المبرمجة على اللفظية لتوصيل المحتوى لذلك يتم وضع ثقة كبيرة في
قدرة المتعلم على القراءة ـ تتكون برامج الخطية من مئات الأطراف التي قد
تكون مملة نوعا ما ـ أسئلة البرنامج غالبا تركز على المعلومات وتهمل
الجوانب الأخرى ـ قلة التفاعل بين التلاميذ وبعضهم البعض ـ يتطلب إعداد
البرنامج جهداً، و وقتا و تكاليفاً عالية ـ لا يصلح لتدريس مهارات مثل
البحث العلمي، و القدرة على حل المشكلات أو التفكير الابتكاري.
أسس التعليم المبرمج:
أولاً :
حصول التعلم بخطوات صغيرة، للأسباب التالية : القضاء على الخوف من الدروس
الطويلة ـ سهولة فهم الخطوات الصغيرة ـ سهولة تصحيح الخطوات الصغيرة و ذلك
لسهولة الرجوع إلى تلك الخطوة بيسر و سهولة.
ثانياً : التعلم يتم بالنشاط الإيجابي.
ثالثاً :
قيام المتعلم بالتأكد من إجابته حالاً : إذا كانت إجابة المتعلم صحيحة أما
إذا كانت الإجابة خطأ فإن المتعلم يرى خطأه حالاً فيقوم بتصحيحه.
رابعاً : يحدث التعلم من البسيط إلى المعقد : يساعد المتعلم على فهم ما يقوم بتعلمه بيسر و سهولة.
خامسا : يسير البرنامج حسب سرعة المتعلم ولذا فهو يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.
المصدر : مذكرة أ.د محمد المشيقح - بتصرف